سلامه .. وإرهابنا؟!

 

في شهر السلام (رجب المعظم)، ولد علي في بيت الله الآمن... ليقدم للبشرية اعظم اطروحة انسانية يمكن ان يجسدها بشر خلال السنوات الزاخرة بالعطاء من عمره، تلك الاطروحة التي اشاد بها برنامج التنمية الانمائي وحقوق الانسان عام 2002 التابع للامم المتحدة، عندما اعتبر علي بن ابي طالب رائد العدالة الاجتماعية والسياسية، في تقريرها الذي جاء في مئة وستين صفحة باللغة الانكليزية والذي شدد فيه على ان تأخذ الدول العربية بوصايا علي في نهج البلاغة في برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، لانها (لاتزال بعيدة عن عالم الديمقراطية، ومنع تمثيل السكان، وعدم مشاركة المرأة في شؤون الحياة، وبعيدة عن التطور واساليب المعرفة).

فاين نحن، كأمة اسلامية وعربية من اطروحة الحياة الراقية التي قدمها لنا علي بن ابي طالب؟!!

علي الذي اختزن حياته ما بين بيت الله الآمن، ومحراب الكوفة!!

وما بين هذا وذاك، كان سلاما متحركا، في عالمه الخاص ... بيته الصغير، مجتمعه الصغير، وعالم الاخرين الرحب، وما مقولته (لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين) وهو القادر آنذاك على سبر غمام الموت وقيادة حرب تغير وجه التاريخ، إلا عنوان خالد في تاريخ السلام الانساني الذي يسعى الى بناء الحياة الراقية المتكافلة التي تسعى الى احترام الذات الانسانية قبل اي شيء آخر، وتهتم بالدم البشري قبل اي شيء آخر.

طوافه على بيوت الارامل واليتامى، يحمل لهم الرزق ويستعطفهم الغفران ويشاركهم الاحزان وهموم الحياة... اروع لوحة يمكن ان تجسدها ريشة فنان عجزت الالوان عن مجاراة موهبته!!

قاموس اللغة عند علي لم يعرف غير مفردات السلام، لذلك هتف لحظة سقوطه ليلة التاسع عشر من شهر رمضان: (فزت ورب الكعبة)، ولذلك اوصى اولاده واهل بيته ان لا تأخذهم الحمية في قاتله، فان مات فقتلة بقتلة وان نجا فالامر يترك له!!

فاين نحن من علي بن ابي طالب الذي ما اختلف مسلمان في عدله وتقواه ونبوغه، كما اتفق الاخرون على انه رجل العدالة الاجتماعية والسياسة العالمية؟!

اين نحن يا من ندعي اننا سائرون على نهجه؟

فكل مفردات قواميسنا، عنف وارهاب واضطهاد وظلم وجهل!!

فترانا، نضطهد من هو دوننا، امرأة كانت او طفلا او موظفا او ....

نصادر ارادة الاخرين .. نقمع اصواتهم وربما احلامهم وامانيهم...

نغتال الحب في كل العيون، لاننا نرفض ان نرى نظرة تهدد ارهابنا بالفناء!!

نقيم امبراطورياتنا على انقاض هياكل الاخرين، فكل واحد منا إله يبحث عن رقاب تخضغ له!!

نلطم في يوم الحادي والعشرين من شهر رمضان، وربما ننذر نذرا لاطعام الاخرين تلك الليلة، ولكننا لم نحاول يوما ان نفهم عليا، ان نعيش عليا في مفرداتنا اليومية البسيطة .. علي الذي استقبلته الحياة في شهر السلام في بيت الله الآمن واستقبلته الاخرة في ليلة هي سلام حتى مطلع الفجر...

فماذا يعني ان يموت السلام في ليلة السلام؟!

وماذا يعني لنا سلام علي في زمننا المغلف بالارهاب حتى النخاع والعظم...

الارهاب يا سادتي، ليس عبوة او سيارة مفخخة تغتال الحياة فينا...

هو فكرة او كلمة او ارادة تصادر منا الحياة او تلغي فينا الرغبة في الحياة.

علياء الأنصاري

مديرة المنظمة

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com