لنجعلها سعيدة

 

في هذه الاونة نادى البعض بسفور المراة العراقية وضرورة تحررها من قيد الحجاب والتخلف.

كما ينادي اليوم البعض الاخر بضرورة فرض الحجاب على المراة العراقية وجعله قانون يعاقب من يتخلف عنه!!

وكأن مشاكل المراة العراقية كلها انتهت ولم يبقى غير الوشاح تضعه على راسها ام لا تضعه!!

وكأن الكتاب والمفكرين والمثقفين وربما السياسيين ايضا قد افرغوا حقائبهم الفكرية والثقافية والدبلوماسية وانهوا كل مشاريع العراق للاعمار والتطور ولم يبقى غير مسالة الحجاب!!

أم الوشاح الذي تضعه المراة على راسها هو القضية الاهم في ملفات ساخنة تكوي ايام المراة العراقية كل يوم الف مرة.

ايها الكتاب والمفكرون!! يا قادة الدين ومن تتحدثون باسمه!! ايها السياسيون!! ايها المخلصون للعراق!! تعالوا وانظروا الى واقع المراة العراقية المتعب وفكروا في حلول لما تعانيه من مشاكل تأخذ منها الكثير... من صحتها وفكرها وثقافتها وحياتها.

تعالوا الى واقعها المرير في البحث عن لقمة عيش تاكلها بشرف وحلال.. الي المستشفيات والعيادات الصحية وحقها في تامين حياة سليمة لها ولاطفالها... الى المدارس ومراكز العلم ... الى والى والى ... الى كل زاوية من زوايا حياتها لتروا الانتهاكات التي تترتكب بحقها...

المسوؤولية اليوم تتطلب منا ان نهيأ لهافرص التعليم والارتقاء والتطور... نهيا لها الجو الصحي الذي يمكنها من العيش بسلامه هي واطفالها... الجو الامني الذي يبعث في نفسها الامان وهي تودع زوجها وابنها واخيها وهو يغادر الى الشارع بحثا عن فرصه عمل ... لنهيا لها الاجواء التي نعالج بها نفسيتها التي دمرها النظام السابق وماخلفه من دمار نفسي وروحي ومادي لها ولاسرتها.

لنأخذ بيدها نحو الارتقاء ... لنجعلها سعيدة وهي في الريف والمدينة من شمال العراق الى جنوبه ... لنجعلها سعيدة وهذا هو الاهم.

لنتق الله في عراقنا ونسائه واطفاله، ومن يريد ان يبرز وطنيته وحرصه على العراق فليشمر ساعديه عن العمل لان حاضر العراق قد اتخمه الكلام كما ان ماضيه اتخمه الصمت.

ونحن امة ترفض الصمت كما تمقت الكلام ... لاننا الامة التي كرمها الله وجعلها الامة الوسط لتكون شهيدة على الناس... ونحن الامة التي تربت على فكر الاختيار والارادة، وغذاها العقل والحكمة فما عبد الله حق عبادته الا بالعقل، وما احترم الاسلام شيئا كما احترم العقل وارادة الانسان وحقه في الاختيار، فلنعلم المراة العراقية فن الحياة ...

ولنعطها فرصة لتمارس دورها وتدخل التجربة لترى نفسها وتستكشف طاقاتها وقابلياتها ...

لندعها تعيش وتفهم كيف تعيش ولماذا تعيش وعندها هي التي ستقرر ان كانت تضع وشاحا على راسها ام لا... لانها قادرة على التشخيص والاختيار وليست بحاجة الى دعوات من هنا وهناك فهي سيدة الفكر والاصالة وهي ام الارادات.

 

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com