|
همسة في يوم عيدها؟! علياء الأنصاري مديرة المنظمة
لان لحظات الفرح في زمننا، قليلة... سأغتنم ذكرى يومها، لاترنم بحبها وأسجل: عراقية... ذات عيون سوداء كحيلة، تغفو أمواج دجلة تحت أهدابها، ليظلل سعف النخل أمانيها! أمي، أختي، أبنتي، صديقتي... وأي عنوان آخر ممكن ان تحمله المرأة العراقية على اختلاف مشاربها وانتماءاتها وأطيافها وتطلعاتها وأحلامها، كل عام وأنت بألف خير... ولأني أتمنى لك عاما يرفل بالخير، وعاما هو أفضل من الذي ولى، سأكتب: رحلة الالف ميل لاتبدأ بخطوة، بل تبدأ بخطوة صحيحة، فكل ما يقال عن السلطة الذكورية في المجتمع، وحكومة الرجال، وتهميش المرأة، وما الى ذلك من عبارات، لا يمكن ان يكون لها مفعول وتأثير ما لم تسمح المرأة بذلك! فالمرأة هي التي سمحت بذكورية المجتمع والسلطة والقرار، عندما أنزوت بعيدا عن المجتمع والسلطة والقرار، وأقنعت نفسها بأدوار بسيطة تقوم بها هنا وهناك، لتستأنس بمرور الزمن بهذا الانزواء وتكتفي بالنزر اليسير مما يمنحه لها الرجل، لنتحدث في الالفية الثالثة وبعد خمس سنوات من النظام الديمقراطي في العراق عن (ايصال المرأة، اعطاء المرأة، تمكين المرأة)، وكأني بها المخلوق الاضعف في الدرجة الادنى، تحتاج الى من يوصلها، الى من يمنحها الحقوق، الى من يدافع عنها، الى من يمكنها، فتهب المنظمات الدولية والعالمية على اختلاف جنسياتها وأهدافها وانتمائاتها، ومنظمات حقوق الانسان وكل من يدعي الديمقراطية الى نصرتها، فيمن يمنح البرامج الداعمة لحقوق المرأة، ومن يقيم الدنيا ويقعدها مطالبا بحقوقها ، وتقوم الدنيا ولا تقعد، والكل يتحدث عن المرأة، فيما الكل ينتهك حقوق المرأة!! وتبقى المرأة حائرة في أمرها، تفتش عن (لماذا هي بلا حقوق، لماذا الكل ينادي بحقوقها شعارا وينتهكها سلوكا)، فتنظم نفسها في جماعات وتؤلف هي الاخرى منظمات وجمعيات وربما احزاب لكي تحاول ان تنال حقا هنا او هناك! في زحمة هذه الضوضاء، أراني مضطرة الى أن أصرخ فيك – سيدتي – ( لن يعطيك احدا حقا، كما لن يقوى احد على ان يسلبك حقا)! أنت صاحبة القرار، فيما اذا وثقت بنفسك وبقدراتك وبما تملكين من طاقات ومهارات، وبقدرتك على تغيير العالم من حولك، فستنجحين!! القوة تكمن في داخلك أنت، لن تجديها عند الآخرين أيما كانوا! والحقوق التي وهبها الله لك – كأنسان -، لن يجرؤ أحد على سلبها منك الا اذا سمحت أنت بذلك!! لذلك أسمحي لي أن أهمس في أذنك – يوم عيدك - : لا توجد سلطة ذكورية حاكمة ما لم تعمد الاناث الى التخلي عن مناصبهن القيادية!! ألا تعتقدين معي، أن جمال الحياة يكمن في ثنائيتها (المرأة والرجل)، فأحدهما يكمل الآخر على شرط ان لا يبخس أحدهما حق الآخر! أراك في العام القادم، أكثر تألقا، لانك تصنعين الحياة وتناضلين لاجل بقائها.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |